الاثنين، 28 فبراير 2011

الاجره مع بعض ورا

تلك اللحظه الحاسمه اللتي يفكر فيها كل فرد من راكبي العربه ذات الاربع ارجلتلك اللحظه اللتي يرجف فيها قلب كل من في الميكروباص"الاجره مع بعض ورا يا جدعان "محمد في الكرسي الامامي بيقول في نفسه - الحمد لله يا جدع هين قرشك ولا تهين نفسك اهو انا انكت السواق الخمسايه يرجعلي الباقي وبلا هم وقرف الحساب وكمان اديني قاعد مرتاح ومزاجي فله الله يكون في عين اللي هيلم الاجره - ويناول الاسطى خمسايه قائلا " اتفضل يا اسطى " السيد في الكرسي الوراني على اقصى اليمين - ازنق نفسي يا عم واقعدلي ساعه مش مرتاح ولا حد يقولي الباقي يا استاذ ولا وليه شلق تتخانق معايا على الربع جنيه اللي باقي ملعون ابو الحظ اللي ركبنا الميكروباصات والهم في ساعه واحده ويمد يده مناولا الرجل بجواره نصيبه من الاجره - منال في الكرسي اللي قبل الاخير في النص - اهو بقى كتفي هيتهرى تخبيط و الطقم الابيض الجديد هيتوسخ وهاقعد بقى اوصل الاجره من ورا لقدام والباقي من قدام لورا - سامح بقي في الكرسي التاني في النص بيبدا يعرق لانه عارف انه احتمال الحظ يعانده وهو اللي يجمع الاجره - ربنا يستر يا رب مكونش انا اللي هاجمع الاجره يا رب الراجل اللي قدامي دا يجمعها يا رب لو مكتوب عليا اجمع الاجره تكون فكه وبسيطه كدا مش عايزين مشاكل مع حد - الحج جابر التاجرقاعد في الكرسي الاول بيفكر في الارض وهل يبنيها ولا يسيبها وهل هيهدوا دار جاره عمران الجديده عشان اراضي زراعيه ولا الحكومه هتطنش اللي اتبنى ويبقى خسر فرصه العمر ويبقى عمران كسب -بقى عمران دا يطلع انصح مني الهي يا رب الحكومه تاجي تدكها فوق دماغه - وابتسم ابتسامه خبيثه تناول المراه المجاوره لعم جابر ماده يديها اليه بالاجره "واحد من الخمسه يا حج" وطبعا يقع اللي كان خايف منه سامح عمك جابر بكل سوقيه "مبلمش الاجره أني "وتلتفت له السيده باعتباره تاني اختيار وتناوله الاجره "واحد من الخمسه يا بني "سامح - ربنا يستر اول المخاوف تحقق ربنا يسهل وربنا يجيب رجائي فكه يا رب فكه - الرجلان المجاوران لسيد وسيد يجمعون الاجره معا ويخلصوا الحسبه مع بعضيهم مخففين العبء عن سامح ومقللين من معاناة منال ويتولى الرجل اللي في النص توصيل الاجره لمنال "التلاته اللي وره يا انسه"منال - الحمد لله - بعد ان القت نظره سريعه على الكتف واطمانت لانه مازال ابيض كما كان ولم تلوثه يد الرجل بطرقاته الخفيفه منال طارقه على كتف سامح كمن يتحسس حراره الحله على النار "......" - ما هو الواحده لو كلمت واحد حتى لو قالتله اتفضل بيفهم انها ميته في دباديبه دتكم البلاوي مليتوا البلد -سامح عادا الاجره والتي تدل على انها اجره 4 التلاته اللي ورا ومنال "كام يا انسه "منال "4 " - يا بشمهندس -سامح - اهو ايه محادثه طريه تهون لمه الاجره -تقطع السيده اللي على شمال منال حبل افكار سامح "واحده من الخمسين "سامح - يا نهار اسود دي هنجبلها فكه منين - " معكيش فكه يا حجه ""لا والله يا ابني " سامح مخبطا على كتف عمك جابر " قل لاسطى يفك الخمسين دي "عمك جابر - الله يلعنك يا شيخ كنت لقتها وتاهت الهي ما تفلح يا بعيد -وياخذ الخمسين مادا يده للاسطى "فك الخمسين دي يا اسطى "الاسطى "وهو انا لو معايا خمسين جنيه كنت رميت نفسي على الهم دا مفيش فكه يا جماعه دبروا نفسكوا "سامح يتوتر - هنعمل ايه هنعمل ايه - "حد يا جماعه معاه فكه خمسين"منال تعبث في الحقيبه وتخرج عشرنتين وعشرهمنال مخبطه على كتف سامح معطيه اياه الفكه "..."سامح " هات يا حج "عم جابر والاسطى - اهو دا اللي اخدناه من المتعلمين -ويعلوا كلاهما ابتسامه شماته سامح - يا سلام اهو القمر هو اللي نجدني من الموقف العصيب دا -يبادلها المال وهو يحمد حظه على هذه المشاركه القصيره تتوالى الاجرات على سامح ويوزع سامح الاجرات ويتبقى باقي لفردين كلا منهم له ربع جنيه وسامح معاه نص سامح "حد معاه ربعين في نص يا اخونا ""معاك ربع وتاخد نص يا استاذ ؟"يهز الاستاذان راسيهما نافيين سامح - اتورطنا -يسال الاسطى ولكن الاسطى لا يرد من اساسه ليفهم سامح انه ينفي يمد يده لاحد الاستاذين "اتصرفوا مع بعض بقى"يتناول الاستاذ الاول النقود - هاعمل ايه يا ترى انا هاعزم عليه ياخده كله هو مش هيصرف عليا بروح امه - الاستاذ التاني - انا هارفض مره والتانيه هاخده الربع الاسود يسد في اليوم الابيض -سامح - يا رب موضوع النص دا يخلص هتلاقيهم بيبصولي ما انا المسؤول ودي مسؤوليتي بس انا هاعمل ايه مفيش فكه هما يتصرفوا مع بعض بقى دا ربع جنيه يا جدعان القمر اللي ورا دا يا ترى بيبصلي على اني حليت معضله ولا مركزه مع النص اللي هيمنع منحوتتي الخارقه (اللي هي لم الاجره ) من الكمال- السيد - يا ترى النص هيرسى في جيب مين مين هيدفع اكتر ومين هيدفع اقلالاستاذ الاول دا شكله مستريح ومش هتفرق معاه والتاني ده شكله بخيل وهيموت على الربع -وبعد حديث ظاهره الكرم والتعفف وباطنه البغض والطمع ينتهى النص كاملا في جيب الاستاذ الثاني وفي نفس اللحظه يسلم سامح اجره السائق للسائق عبر عمك جابر الذي يتافف بصوت واضح ويسلمها للسائق الذي يدعوا "يا رب توب علينا من الشغلانه دي بقى